هرم منتحر ومتقاعد مندثر



أطلب من كل شخص سيقرأ المقال عليه أن يأخذ الريموت كنترول ويتجول بين القنوات الفضائية ويلقي نظرة علي أسماء البرامج وأسماء القنوات، برامج للرجل وآدم وهو والملتحي والمطوع والرجل الاخضر والرجل الاحمر وووو ونأتي لنوع آخر كلام نواعم وهي ولك وأنتي وحواء وجميلة، انظروا الي التفرقة بين نوعية البرامج فيما سبق كنا ننادي بالمساواة بين الرجل والمرأة وان جميعنا واحد.. واليوم مع الهجوم الإعلامي البربري علي الناس أصبح الفصل بين الرجل والمرأة، والجميل في الموضوع ان برنامج الذكور المتصلات من الاناث والعكس برامج الاناث المتصلين من الذكور يعني الآية معكوسة ما في فايدة اجتذاب كل جنس لاخر شي لا ينفع به تفرقه لان المرأة تعتقد ان سبب تعاستها بالوجود الذكور والذكر يعتقد سبب تعاسته بالحياة هم الاناث، يعني سياسة غريبة من قبل القائمين علي الاعلام لماذا؟ هذه التفرقة في زمن الحرية الذي لاينفع به اي تفرقه ،،ويتم طرح مواضيع مستفزه لطرفين وكلها مشاكل مدبره ولكن يتم طرحها بشكل عفوي رغبه بايهام المشاهد ان البرنامج طبيعي جدا،،
اعتقد ان المشاهدين تشبعوا من التمثليات المدبرة ولكن ماذا نقول؟النظريات الاعلامية التي يتم طرحها في جامعاتنا العربية لازالت النظريات الميتة من 100 سنة، وهي نظرية الاختزال والكبسولة والفقاعة والهرم المقلوب الذي انتحر ولم يعد له وجود في عالم الاعلام المتحرر الذي اصبح يعتمد علي التفاهة والاتفه لا الاهم والمهم، ويعتمد علي كل شي به اسفاف وتضيعة وقت، اشياء لا يوجد بها أي نوع من التفكير فقط المشاهدة دون هدف يذكر، الي اليوم واعلامنا ينسخ من الغرب ولا يتم تطبيق مايتم نسخه بالطريقة الصحيحة، هل تعلمون لماذا نحن؟ نمشي في درب الهبوط؟ لأن لازلنا نؤمن ان برامج الاهداءات والاغاني لها فائده (اهدي اغنية الليمونة لبابا وماما واغنية الطماطة لجدي وجدتي) ولازلنا نستضيف فنانين من دول ونكلف عليهم لبرامج حوارية يسمونها خفيفة ولكن اعدادها وطريقة التقديم والاسئلة اقل مانقول عليها هابطة،الخفه لا تعني الاستهتار بعقول المشاهد ونأتي بلوحة لفنان ونقول له ارسم، وهو لا يعرف الرسم (يأخذهم علي قد عقلهم ويرسم) فكرة البرنامج رائعة ولكن اين الصقل الصحيح التلفزيون لا يقصر بالدفع ولكن لماذا الاعداد ضعيف، ياريت يتم معالجة الوضع قبل موت البرنامج كما ماتت البرامج قبله وضياع الاموال هباء منثور في سماء الهرم المقلوب في زمن الاعلام المنتحر.
اليوم برنامج سيرة الحب للدكتورة فوزية الدريع كان يلفظ انفاسه الاخيرة من الملل الذي حدث له لتكرار المشاكل وروتينية في فقرات البرنامج ولكن ماقاموا به بعد الشهر الفضيل باضافة فقرات علي البرنامج وتغير الديكور أدي الي حالة من الانتعاش لمشاهدين، واستطاع جذب المشاهدين مرة اخري، هنا يكون الذكاء الاعلامي، هناك الكثير من دارسي الاعلام ولديهم الافكار والاستعداد للتقديم والاعداد الشبابي الصحيح لهذا الزمن، والكثير من دارسين هندسة الديكور ولديهم الرغبة بابداع ديكورات شبابية رائعة والمقصود بالشبابي هنا لا ترقيع الاستديو بالألوان الاحمر والاصفر والبرتقالي وتحبطون عيون الناس وتقولون هذا ذوق شبابي، لنعطي الشباب فرصته ونظرته ونجعل المتقاعدين بعيداً عن الاعداد والديكور الشبابي الذين اثبتوا عدم قدرتهم في مجاراة الشباب ولكن هذا هو حالنا نتمسك بكل شيء حتي لا يقول كبرنا والشباب يموتون بالبحث علي وظيفة في مجاله ويصل الي 35 سنة وهو يتجول بين الدوائر الحكومية ويجد وظيفته من مهندس ديكور الي موظف استقبال او موظف بدالة.
ياريت الجميع يتذكر من شهر ابداع الشاب محمد سعيد حارب بالمسلسل الكرتوني الفريج بعقلية هذا الشاب،لا نحتكر المجال بمقولة لا يوجد بديل يوجد وساعدوهم بالظهور حتي يكون في الحياة دماء جديدة( ولو دامت لغيرك ما وصلت اليك)..
ودائما الانسان يحب ان يشاهد ابناءه افضل منه، فتبنوا الشباب كأنهم ابناؤكم وهذه تقدير لوطن ليرفعوا اسم (الوطن الحبيب) لا ان ننسب كل شي شخصي لنا ، حب النفس جميل ولكن ليس الانانيه التي تقتل كل المعاني الجميله وكما يقال (يد وحدة ماتصفق) فالكبير محتاج

لطموح الشباب والشباب محتاجين لخبرة من الكبار


نشرعام2006

ليست هناك تعليقات: