درس خصوصي

الصيف يلفظ انفاسه الاخيرة والجميع يجهز العدة والذخائر للعام الدراسي الجديد وللشهر الكريم *رمضان
والزائرون هذه السنة يطرقون الباب بنفس الشهر وتقريبا بنفس الايام، في السابق كانت تدخل المعلمة الفصل وتقول للطالبات: يا بنات ما بقي شي علي رمضان لازم نخلص نص المنهج عشان نرتاح، واليوم ما في هذا الكلام والتعذر بالشهر الكريم، رمضان قادم لكم في بداية العام الدراسي ومنطق رمضان جاي ونخلص المنهج راح عليكم، ولازم طاقة وحيوية ببداية العام تكون جدية وحقيقية ولا يخيم علي المعلمات الخمول والتعب والكسل لشعورهم ان رمضان قد أتاهم في بداية العام، لانهم اخذوا شهور الاجازة وعليهم الان الحق الاكبر والاهم وهو تعليم النشأ الضائع، اليوم بين مناهج ومعلمين رغبتهم في انهاء المادة قبل الفهم واعتمادهم علي الدروس الخصوصية ست (عنايات وفتكات وعطيات) والشباب استاذ (عبدالعليم وعبدالجبار وعبدالفتاح)، وهم سبب نجاحهم بالمدارس ووصولهم الي اعلي المراتب بالحياة، ومدرسين المدارس وظيفتهم الوصول كل يوم الصبح الي باب المدرسة الساعه 7 صباحآ وبعد الكلام واللت والعجن الذهاب الي الصف وقول الكلام المراد تلقينه للطلبة والكلمة الاهم فهمتو يابنات (اي ياابله)لو قالوا لا (ياويلهم) تنقص درجات النشاط (صفر) لأنه ببساطة البنت سرحانة ومو منتبهة لشرح الابلة الكامل من مجاميعه، ثم الذهاب الي غرفة المعلمات واكل الفطائر والشطائر والحلويات والقهوة والشاي و الكابتشينو والكوكتيل وعرق السوس ثم اخذ قيلوله صغيرة قبل آخر حصة اللي يكون فيها الدرس قراءة من احدي الطالبات وكان الله بالسر عليم، لا يوجد اي مبالغة بل تطنيش لبعض الجزئيات من يوميات المدرسات... من الاعتذار من اجل الوضع والولادة والرضاعة والعرضية وايجاد معلمة بديلة وان وجدت ذهبت 3 الي 4 حصص علي الطالبات وهن الكفيلات بالفهم لوحدهن وان لم يفهمن الله يخلي الدروس الخصوصية وابله عنايات واستاذ عبدالعليم، وغيرها يفهمون الطلبة بكل الحيل والطرق من الملازم والاختصارات والامتحانات السابقة يعني يعملون لك من (البحر طحينة) لأجل نجاح هذا الطالب ليرفع رأس الدروس الخصوصية ويجعلون الطالب يؤمن ويترسخ في ذهنه ان الدروس الخصوصية هي الحل الصعب اللي يساعد الطالب علي النجاح الباهر.
هذا الكلام ليس مبالغاً فيه لأن بالفعل العقلية التدريسية لدينا ما زالت تعاني الكثير من العلل بسبب عدم اخلاص من يقومون بالتدريس لهذه المهنة، وعدم رغبة بتوصيل المعلومة بشكل محبب ولكن يتبعون سياسة الترهيب والتخويف وان لم تكن بالعصا والضرب الممنوع اصلا، تكون بالكلام والالفاظ المخيفة والمهينة في بعض الاحيان.
ستقولون ان المعلمة عليها ضغط ويجب ان تنتهي من المنهج،صحيح ولكن لا يكون انهاء المنهج علي حساب تعقيد الطالب وتربيته علي الخوف والسب اذا وجد المعلم القدوة بهذه الهيئة وعدم المبالاة فلا نعيب النشء بأي فعل يفعلونه.
المعلم والمعلمة انبل مهنة بالوجود خاصة ان مكانتهم كبيرة ولو جعلنا ذاكرتنا ترجع للخلف لأيام المدرسة وتذكرنا المعلمين الذين مروا بحياتنا وجدنا أن الجيد قليل والسييء كثير، فلماذا لا نغير هذا الشيء في معلمي اليوم طلاب الامس ليكونوا قدوة جميلة ويراعون الله في تربية النشء وايصال المعلومة بكل حب وسلاسة، ولا نجعل هذه المهنة فقط لاخذ المعاش دون الاهتمام بتخريج الطلبة بشكل رفيع المستوي نفتخر بهم في المستقبل.
اعتقد ان المعلم اذا وجد طالباً كان يدرسه تخرج في الجامعة او الثانوية او وصل لموقع قيادي يقول هذا الشخص درسته قبل 10 سنوات ويشعر بالفخر، كما الكاتب عندما يجد انتاجه من القصص والمقالات ينشر، يشعر بالفخر والاعتزاز ان هذه الكتب ستفيد الناس بالمستقبل، كذلك النشء هم البذرة الاولي لكل المجالات وانت ساقي هذه البذرة وجعلها شجرة مثمرة جميلة نفخر بها.
ولكن عقدة معلمات اليوم لايعترفن بمدة عملهن بحقل التربية والتدريس بل تقول الواحدة منهن انا خريجة 2006 توني جديدة متعينة هذه السنة وهي موظفة من 6 سنين كل هذا خوف من العقدة الازلية العمر وان بان العمر علي الوجه خافت من الحسد وهذا حالنا نحن العرب.
فلنبدأ هذا العام بروح جديدة بقصد البناء والتربية والتعليم، ولنوصل المعلومة ونجعلها تترسخ بعقول الطلبة ولو اخذت من الوقت الكثير ولكن ستبقي في عقولهم الي الابد.
-تحية...
لكل معلمة حفرت في عقلي حرف.
؟سهماً..
ولكل معلمة جعلتني من معاملتها السيئة ناطقة بحال الطلبة
ليعيدوا التفكير بأسلوبهم وان الطالب انسان حساس يحتاج لحنان ولا يحتاج للقسوة والترهيب.
نشرعام
2007

ليست هناك تعليقات: