فصيلة دم هبة

الدماء الجديده في كافة المجالات حاجه ملحه ومطلب لمن يريد الارتقاء بعمله والوصول الى النجاح والرياده ،فكل مكان بقيت به الدماء متخثره ولاتتحرك سواء في المواقع الاداريه او التنفيذيه او الابداعيه ولا يبثون الجديد فيها،لن تتطور ولن تتغير سيكونون في نفس موقعهم ان استطاعوا الحفاظ عليها وهذا صعب كما يقال الوصول الى القمه سهل ولكن المحافظه عليها هو الاصعب..
وهذه المقدمه تنطبق على الكثير من مجالات الحياة وتستطيعون التفكير وتجدون الكثير من المواقع والاماكن نفس المجاميع التي تعمل منذ سنوات ولا تتغير بسلبياتها وايجابياتها،ولو اخذنا هذه المقدمه وطبقناها على مسلسلات رمضان لوجدت دم جديد ضخ هذه السنه في مسلسلين خليجين يعرضان على الفضائيات العربية وله نسبة مشاهده ممتازه،لان القلم جديد وليس مستهلك ونفس قروب العمل بل مجموعه جديده نسبيآ الى عيون المشاهدين وهذا مايرجونه عدم التكرار والنمطيه في المسلسلات الخليجيه التي ابتعدت عن العمق الدرامي الى الديكورات المزعجه والملابس المصرقعه والنفخ والسبايكي وسد ساعات البث التلفزيوني فقط،ولكن هذه السنه بمسلسل (فضه قلبها ابيض )و(ابله نوره)وجدنا نص مميز من كاتبه لاول مره نشاهد اسمها في هذا العالم الذي اصبح حكر لاسماء معينه ولكن هاهو الدم الجديد يأتي وبقوه بفصيله دم باسم(هبه مشاري حماده)هذا القلم الشاب وجد له خط بعيد عن التكرار والنمطيه،قضيتين في منتهى البساطه بشكل عام عالم المدرسه وعالم البراءه (بتخلف العقل عن النمو الجسدي) وكانت الحبكه بشكل بسيط بعيد عن التعقيدات والموت والحزن الذي جعل قلوب مشاهدين الخليج من الهم همين.
مسلسل (ابله نوره)فيه تجسيد من مسلسل (ابله حكمت) الذي قامت به سيدة الشاشه العربية(فاتن حمام)ولكن بمقومات خليجيه،عالم المدرسه وهو المتعارف عليه منذ الصغر (بيتنا الثاني)،وبه الكثير من التناقضات والسلبيات في مربيات الاجيال وبنات المستقبل وشيء جميل من الكاتبه ان وضعت المكبر على هذا المكان المهم والحيوي والذي يقضي به الانسان اهم ساعات حياته بها ويجب ان نشاهد مابه من امور قد لايعلمها الكثيرين ونحاول علاجها والتعاون بين الجميع في اصلاح هذه البيئه ونبعد على الاتكاليه والاهمال الذاتي والجماعي ونكون يد وحده لقوام هذا الصرح المهم التربوي قبل ان يكون تعليمي وماقامت به الناظره (ابله نوره) بتعاون الطالبات الشاطره تساعد المتعثره بالتحصيل العلمي وقيامها بفتح حضانه لتخريجهم امهات المستقبل،فالتصحيح يبدأ بفكره والتخريب يبدأ بفكره وشتان بين هذه وهذه تبني صروح ونجاح وتلك تهدم ويبقى الفشل ملازمك...
فأنظروا الى الدماء الشابه والجديده تصنع فرق ودائما نحث على تبني المواهب واظهارها وليس كل من لديه شركه انتاج او صحيفه يحتكر قلمه وابداعه وابداع اصدقائه فقط،فالابداع دائمآآآآ ان نبحث عن الاخرين المبدعين وعن فصائل الدم الجديده التي تنبض بالحياة وثورة الشباب التي تريد ان تظهر ذاتها وتثبت وجودها ولا تكون حكر على من وصل واوصد الباب عن الجميع هذا مايسمونه الانانيه وعدم خلق جيل جديد قادر على العطاء....
فالذي نحتاجه اليوم الايمان التام والكامل والمتكامل بالدماء الجديده واعطائهم الفرصه للاثبات الذات،بعيد عن احتكار الكراسي والاماكن والشاشات للاشخاص معينين ونعتقد انهم المفعول السحري للنجاح الذي يجب ان يتكرر كل سنه فهناك نجاح مدفون لايتضح الابعد حفره واخراجه من الحفر العميقه وتقديمها للاخرين،فالنبحث عن الخيرات المكنونه ولا نبقى على النجاح المستهلك ونفس الكادر يعمل ويعمل ويعمل لحد مانزهق من التكرار,,,فالدماء الجديده بحاجه الى اعطائهم الثقه وقليل من الوقت...
اجمل الكلام..
وهدى التجارب في الشيوخ وانما،،امل البلاد يكون في شبانها(معروف الرصافي)
(يتوقف مصير كل امه على شبابها)غوته

ليست هناك تعليقات: