ربع ساعة عنابية


المكان ملعب سحيم بن حمد بنادي قطر الحدث مباراة العنابي أمام نظيره الإيراني في بطولة الصداقة الدولية التاسعة لكرة القدم ، أول ربع ساعة كان التسيد عنابي وشعرت بروح السعادة تغمرني بالأداء الرائع المنسجم ، تفاهم منقطع النظير بين خطوط المنتخب ، وقلتها في داخلي أحسنت يا ميتسو ، أوجدت روحاً وشكلاً للعنابي بعد الهدفين الرائعين في الدقيقة 7 و 10 من ربع المباراة الأول ، وفجأة أصاب المنتخب الارتخاء ورجعت ( ريمه لعادتها القديمة ) التشتت والتسرع والركل دون رؤية الزميل الأخر..
الرياح المفاجئة بالإحداث الفوضوية التي هبت على العنابي جعلت الضيوف يتعادلون في باقي ارباع المباراة ، ليرجع منتخبنا بعد التعادل الى السيناريو الدائم في البحث عن التعادل بشكل يجعلهم يلعبون بمنطق ( انقاذ ما يمكن انقاذه ) في الدقائق الاخيرة ، وتشابه اللعب مع قوالب مباريات سابقة في بطولات مختلفة ، لدرجة اصبحنا كجمهور محترفين في حرق الاعصاب باللحظات الاخيرة والرمق الاخير..
فعلًاً حسم هدف الفوز في الدقيقة 93 "ماجد محمد" صاحب الهدفين في المباراة ، اضافة الى الهدف الاول من علي عفيف ، وهنا مربط الفرس الذي اريد التحدث عنه ، احد القراء بعث لي رسالة الكترونية يقول مبروك عليك فوز المباراة الاولى مع ايران بأقدام لاعبين منتخب السد القطري..
عجباً هل الميول الخاصة بتشجيع الأندية يطغى بدرجة على العقول المتعصبة الى ان يصل للمنتخب ، الذي يوحدنا تحت راية واحدة ، جميع الأندية تعمل من أجل هذا المنتخب ، هل هدف من مهاجم السد او الغرافة الذي يلعب في العنابي يجعل للفرحة طعم مختلف للمشجع لهذا النادى او غيره هل يتلون الهدف من خلاله بشعار النادي..
كره القدم قائمة على الروح الرياضية التي انصهر مفهومها بسبب أفكار تم خلقها بشكل يحمل الايجابية في شكلها العام لكن بمدلولاتها الصغيرة يشوبها الكثير من الشوائب التي تتراكم فيها افعال وتصرفات ومبادئ لا تمت للسمو الاخلاقي للروح الرياضية..
الناحية السياسية والعسكرية تم تكوين ( درع الجزيرة ) بين دول الخليج الذي يتكون من شخوص من جميع دول الخليج للدفاع عن المنطقة ، في حرب الخليج دافع السعودي والقطري والاماراتي والعماني والبحريني الى جنب الكويتي صف واحد في هذه الشدة جميعهم الكويت دون التفكير بأسماء اوانتماء ، جميعهم يمثلون الدرع الخليجي..
كذلك هي الفكرة القائمة في المنتخب جميعهم يمثلون الدولة ، كذلك هؤلاء اللاعبين هويتهم لكل نادي تختلف في زمن الاحتراف ، انظروا الى "حامد اسماعيل" الرياني الآن والعرباوي سابقاً ماذا فعل بناديه السابق بتسجيل الأهداف البتهوفنية في مرمى العربي والتي كانت جواز مروره الى المنتخب..
في هذه المرحلة تتبلور فكرتين لا ثالث لهما ، عالم الاحتراف لا يعرف انتماء ولا ولاء ، تشجيع المنتخب يمثل دولة قطر ولا يمثل نادي اولاعبين ، اما ( المشجع ) فهو الوفي لناديه والمحب لمنتخب بلاده بكل ما يملك من ميول وتعصب كلها تنصب بلون واحد العنابي..


ليست هناك تعليقات: