لقاء مع مجله بنت الخليج




منيرة آل ثاني صاحبة أول عمود ساخر في الصحافة القطرية .
ن كلام كبير إلى بزنس اكبر ..على الرغم من سنوات عمرها التي لم تتجاوز العشرين إلا إنها ممتلئة بالحياة مفعمة بالأمل والتفاؤل, أثبتت في فترة وجيزة من عمر الكتابة إنها جديرة بأن تكون تفاحة وريحانة ملحق " استراحة الجمعة " الساخر في الراية
القطرية ..
*1*
مشوار الكتابة متى وكيف بدأته ؟؟
بدأ حب الكتابة لدي يأخذ هاجسا منذ كنت في المرحلة المتوسطة من خلال حبي لمادة الإنشاء في اللغة العربية وبتشجيع من معلمة المادة التي كانت لي خير معين في توجيهاتها عندما وجدت إنني امتلك ملكة التعبير والإسهاب في الوصف , وهكذا كان تشجيعها خير مساعد لي على المضي في طريق الكتابة .. وكما قالت لي أيضا إن الكتابة تحتاج إلى القراءة فما كان مني إلا أن بدأت على الفور في قراءة كل ما يقع تحت يدي من أمهات الكتب والتراث والروايات العالمية التي أحبها كثيرا والتاريخ والشعر والأدب واللغات .. لم يغب أبدا هاجس الكتابة عم بالي وإنما استمر ينمو داخلي بسطوة شديدة , لذا لم استطع مقاومته فبدأت مشواري بكتابة بعض الأشعار وعرضها على بعض الصديقات .. وعلى الرغم من إنني كنت أدرك أن هناك معارك سأخوضها من المعارضين لفعل الكتابة في محيط العائلة .. ولكن بإصرار المحب بدأت المشوار الصعب " الكتابة " بمحاولات خجولة وحثيثة في نطاق الأسرة ببعض الخواطر وأبيات من الشعر غير الموزون حتى بدأت اشعر وبعد تكرار المحاولات بأنني سأنجح , من ثم حظيت بدعم من صديقه لوالدتي تعمل صحفيه آمنت بموهبتي وقدمتني للكتابة في جريده الراية وقد كان حلم جميل تمنيه دوما واحمد الله انه تحقق , وعلى الرغم من إنني اكتب عمود أسبوعي في جريدة الراية القطرية إلا إنني مازلت اعتبر أن الطريق أمامي طويلا وأتمنى الاستمرار في الكتابة وان لا تأخذ دراستي للماجستير في الإعلام الرياضي من وقتي المقتطع من اجلها هي والقراءة .
*2*
هل واجهتك مصاعب من الأهل ؟؟
أول عقبه واجهتها كانت الممانعة الشديدة من قبل الأهل بالكتابة باسمي الحقيقي , ولأن الكتابة باسم مستعار ضد قناعاتي وإيماني وبأن الكتابة فعل راق وتحديدا يجب أن تكون دون قناع فقد رفضت أن اكتب دون اسمي الحقيقي ، والحمد لله بعد معاناة تحقق ما أردت
بالإقناع أولا ومن ثم بدعم من والدتي أطال الله في عمرها
..
*3*
هل وجدت منيرة نفسها في العمود الساخر؟

في البداية كنت متخوفة جدا من كوني سأخاطب قراء أذكياء يبحثون عن المعلومة الصحيحة في إطار ساخر يرسم البسمة على الشفاه بلطف دون إسفاف ..وعلى الرغم من أن الكتابة الساخرة من اشق الكتابات إلا إنني وجدت نفسي في المكان المميز والمتفرد في الساحة القطرية مما جعل قلمي مختلفا ومتميزا عن باقي الأقلام والأعمدة
التي تزخر بها صحفنا المحلية
.
*4*
يقال إن الكتابة الساخرة اشق من أنواع الكتابات فماذا تقولين أنت؟؟
في الواقع إن الكتابة الساخرة هي من أصعب أنواع الكتابة فهي ليست مجرد كلام مفتعل لمجرد السخرية والضحك من أمر واقعي نفصله بطريقة غير مألوفة وإنما هي توضيح الفكرة بأقل الكلمات وأسهل العبارات في قالب ساخر حتى تصل للقارئ , كما إنها خروج عن النمطية في التعبير والطرح لأنها فعل راق وليس مجرد ضحك من اجل الضحك
.
*6*
هل هناك خطط للكتابة في مجال أخر ؟؟
أنا أحاول تثبيت نفسي في مجال الكتابة الساخرة أولا حتى لا أتشتت في أكثر من مجال ولكن هناك خطط مستقبلية لكتابة القصص القصيرة , وحاليا أنا بصدد كتابة الخطوط العريضة لهذا الهدف وان شالله ابلغه بوقته , وكما يقال كل شي في وقته حلو..
*7*
هلا تجدين تجاوبا من القراء مع ما تكتبين ؟؟
الحمد لله التجاوب كبير من القراء ومن الجنسين وكلاهما يبعث بكلمات الإطراء أحيانا والنقد أحيانا أخرى, مما يشعرني بأن قلمي وكتاباتي أمانة في عنقي , كما أني من خلال تعليقاتهم أدرك مدي تقدمي .. لان التفاعل ورجع الصدى كما هو متعارف عليه في الإعلام يجعل الكاتب يستمر ويعطي المزيد . وبالطبع إن القراء هم الداعم الأول الذي يروي كل موارد الكاتب ويحثه على التفكير والعطاء بكل ما يملك من قدرات .
*8*
غالبية كتاباتك الساخرة عن الرياضة وتحديدا كرة القدم فماذا تقولين ؟؟

للرياضة وكره القدم تحديدا في نفسي منزلة كبيرة ولا اعلم لماذا؟ ولكني اشعر بانجذابي لهذا العالم الساحر رغم انه في عالمنا العربي يعتبر حكرا على الشباب فقط , ولكنى أجدني متيمة بهذا العالم لدرجة إنني أشجع الكثير من الانديه في الدوريات العربية والعالمية وأتفاعل معها , كما إني لا اراديآ أيضا أجد قلمي يكتب في هذا المجال حتى أن احدهم قال لي : أنت أول فتاة قطرية تتخصص في الكتابة الساخرة والكتابة الرياضية ألا تعتقدين انك ظاهره تستحق الدراسة.. لذلك حتى يكتمل عشقي فأنا سأقدم رسالتي في الماجستير عن الإعلام الرياضي أيضا ..
*9*
ما هي مصاعب العمل الصحفي بالنسبة للفتاة القطرية ؟؟

مع الكثير من الالتزامات الأسرية تجاه العادات والتقاليد وتزمتها سنجد إن هناك الكثير من الصعاب :أولها : صعوبة التنقل للفتاة القطرية الصحفية من مكان إلى أخر بحثا عن الخبر مع رفض الأهل أصلا امتهانها هذا العمل .. ثانيا والاهم : قلة العائد المادي وتحديدا في العمل الصحفي رغم صعوبته ..
*10*
هل تمارسين فعل القراءة وتنصحين به ؟؟
القراءة هي الغذاء الروحي للإنسان , وعلى الرغم من التقدم التكنولوجي واستسهال الحصول على المعلومة والقراءة أيضا من خلال الشبكة العنكبوتية , إلا أن القراءة تبقى لها قدسيتها ومتعتها الخاصة .. وأنا انصح أبناء وبنات جيلي بتثقيف أنفسهم بالقراءة على الأقل ساعة واحدة في اليوم لتنمية القدرات الفكرية وتنضج الشخصية الإنسانية داخل النفس البشرية وتفتح أمام القارئ ثقافات أخرى وعوالم مختلفة تجعله أكثر تفاهما وهضما لمعارف يجب أن يتعرف عليها ..
*11*
دخلت عالم البزنس ونجحت عن جدارة ما السبب ؟؟
البزنس كان يشكل لي حلما صعبا , ورغبه اجتاحتني منذ الصغر وبما إنني تخصصت في دراستي الجامعية " الا علام"
ما ازال احلم بتـأسيس شركة خاصة بي .. لذا بعد تخرجي مباشرة افتتحت شركة " بينك " ذات الذوق المتفرد والاستثنائي المتخصصة بكل ما يخص المرأة في الدوحة وعن
قريب إن شاء الله سأتوسع بفتح أفرع لها في دول الخليج ..
*11
ماذا أطلقتي على شركتك اسم بينك؟

اسم " بينك " يلملم أكثر من شئ في نفسي أولا : حبي لهذا اللون حيث إني حالمة ورومانسية وهذا اللون يجعلني في حالة تفاؤل دائم ب " الحلم الوردي" .. وثانيا إن خط الشركة حاليا يهتم بكل منتجات المرأة .. ثالثا : إنني مهتمة جدا بأن تصبح المرأة الخليجية ذات استايل مبهج بألوان تدعوا للتفاؤل والمرح .. ولكل تلك الأسباب أطلقت على شركتي اسم " بينك " ..
*12*
من مثلك الأعلى في الحياة ؟؟

على المستوى الشخصي أمي حفظها الله لما تبذله من جهد وعطاء في حياتنا ..وعلى المستوى العام سمو الشيخ / محمد بن راشد آل مكتوم لأنه يشكل لي الطموح الذي لا يعرف المستحيل .. كما تعجبني كلماته الرائعة والتي جاءت في كتابه القيم " رؤيتي " "لابد أن يرتقي الإنسان بعمله وان يجتهد في الوصول إلى القمة بطموحه حتى يستطيع أن يصل إلى أعلى المراتب " .. فبارك الله فيه لأنه بالفعل شخصيه تستحق الاقتداء بها.*13 *
ممن تستقي تجاربك ؟؟
استقيها من كل إنسان يستطيع أن يقدم لي معلومة جديدة وعلما نافعا ليضيف إلى تجاربي ومعارفي تجارب جديدة تعود بالفائدة على ، فالإنسان لابد أن يبقى عبدا للعلم ولا يتوقف عن التعلم عند سن معينة، كما استقيها من كل إنسان اشعر بأنه يريد الخير لي واشعر بالحب تجاهه واخص بالذكر أمي حفظها الله وخالتي أطال الله في عمرها..
*14*
هل تنصحين الفتيات في قطر بتجاوز مشاكلهن الاجتماعية والعادات المتزمتة بالصبر عليها أم بالمواجهة ؟؟
إن المرأة الخليجية استطاعت أن تبرز عربيا وعالميا لنجاحها وصبرها وقدرتها على احتمال المصاعب وخوضها ولله الحمد كل المجالات التعليمية , لذا اعتقد إنسانة بهذه المواصفات قادرة على إقناع أهلها بأهدافها وأحلامها .. ويجب أن تتميز بالحكمة والصبر مع محاولة الإقناع بالحجة , وان ما تريد أن تحققه لن يتعارض مع ديننا وعاداتنا وتقاليدنا .. وبنات قطر والخليج فيهن الخير والبركة وعلى قدر عال من اللطف والقدرة على مواجهة الصعاب وقد اثبتن ذواتهن في كل زمان ومكان ..
*15*
أطرف رسالة أو تعليق على ما تكتبين ؟؟
تصلني رسائل كثيرة ومعظمها طريف , ولكن أطرفهم كان من احدهم يقول لي فيها محاولا استفزازي لنشر صورتي جاء فيها : بالتأكيد عمرك 50 سنة ولا تريدين لأحد بأن يراك .. ولا اعلم بالفعل ما الرابط بين مسألة العمر والكتابة وما الرابط أيضا بينه وبين الصورة ولماذا مازال الإعلام وللأسف يدعم ثقافة المشهد الخارجي متناسيا الجوهر .. وهل للكتابة سن معين ومن ثم يتوقف الكاتب عن الكتابة اذا تجاوزها وما الفرق بين أن أكون في العشرينيات أم في الخمسينيات ؟؟وأخرى أطرف جاء فيها :الله يهديج لي متى بتكتبين بالرياضة , ماتعرفين إن الكتابة حرام " وليس لي إلا أن اسأل : إلى متى يحرمون ويحللون على كيفهم ؟؟ ..
*16 *
كلمه أخيره لمن تكون ؟؟
الشكر لحضرتك على هذا اللقاء الخفيف واللطيف،والشكر لكل القائمين على مجله "بنت الخليج " المجلة المميزة .. والى مزيد من التقدم والازدهار, وشكري الجزيل لقرائها الذين يتابعونها بكل شوق ويرسخون أقدامها في المنظومة الإعلامية
..
ثريا نافع
نشر اكتوبر07

ليست هناك تعليقات: