الصيف الماضي حظيت بدعوة كروية من شقيقي لحضورمباراة خيرية في عاصمة الضباب لندن بين (مانشستريونايتد ، وبورتوسمث) ، واثناء دخولنا مع مشجعين مان يونايتد في المدرجات المخصصة لنا وكل ماحولنا يزهو باللون الاحمر الى الجانب الاخر المعاكس لنا تتغير الى اللون الازرق تشعر ان المكان اقتصر على ثلاثة الوان ( الاحمر والازرق والاخضر) المتمثل في المستطيل الاخضر القابع في منتصفنا ، وقبل انطلاق الحدث الخيري اقترح اخي قيامه بواجب ضيافتنا بشراء شيء من المرطبات ترطب علينا حرارة الجو ، رجع الينا وبيده اكواب من الماء قائلاً ضيافتكم خفيفة اليوم لايوجد الا الماء البارد والمشروبات الحكولية المتمثله في ( البيرة ) ، انه حدث رياضي ولا يوجد عصير طبيعي لان الرياضة نوع من انواع الصحة ونحن بحاجة الى مشروب صحي بهذا الجو المائل الى الحرارة ، فكان جوابي احمد ربك ان بقي في الرياضة ( نوايا حسنة ) ببيع الماء البارد ولم يكون مغلي بحرارة الشمس ، كان استنكاره ان يوجد جمهور من الصغار يجب ان يتم الالتفات لهم بغض النظر عن تحريم الكحول الصحة العامة المرجوة من الرياضة تنتفي مع الكحول والمشروبات الغازية والوجبات السريعة واكملت النقاش معه عن الوشم ( التاتو ) في اجسام الاعبين الى الشعرالطويل والقصات الغريبة والحركات التي تبدر منهم عند تسجيل الاهداف ، هذه المباراة الخيرية التي نحضرها برعاية شركة وجبات سريعة كبيرة في جميع انحاء العالم ، ورمز المبارة وملصقات شعارها في كل مكان ، أذا كسبت زبائن من جمهور الكرة ، والكثير من البطولات العالمية ترعاها المشروبات الغازيه والكحولية ، هنا فكرة الصحة الرياضية تذهب لانطباع هذا المنتج الضار في عقول الحاضرين والمتابعين والمشجعين ، ينظرون اليه كراعي كبير يملك الحقوق الاعلانية لهذه البطولة والاسماء الكبيرة المصاحبة لهم ، خاصة الطفل يعتقد ان مطعم الوجبات السريعة هو الذي جعل اللاعب مميز وسريع ومشهور فيبقى اسم المطعم على لسانه وطلبه الدائم من والديه في شراء الوجبة له..عندما نجد اخبار عن أعتراضات بعض الاتحادات من تعبير اللاعبين عن فرحتهم بشكل من اشكال الشعائر الدينية من (سجود وتثليث) ومن كتابة عبارات دينية وسياسية على القمصان ، يتم الكشف عنها اثناء الاحتفال بتسجيل هدف اوالانتصار في نهايه المباراة ، فهذه الامور اصبحت ظاهرة عادية في عالم الرياضة اليوم ، في السابق كانت الرياضة مجردة بعيدة عن السياسة والدين ، هي لعبة صحية رياضية للتنفيس عن النفس وابراز المواهب وتواجد الروح الرياضية..
هذه الايام على الاتحادات الدولية المختلفة للالعاب الرياضية ، التفكير في الكثير من الامور الدخيلة التي جعلت الرياضة تخرج من ثوبها الصحي البهي الذي كان يربي اجيال على الانضباط والاخلاق الحميدة والروح الرياضية ، الى الخوف من تدهور فكرة الصحة بسبب الوجبات السريعة التي تظهر بثوب الراعي الحصري لهذه البطولات وشعاراتهم المنتشرة مع الاعلانات المصاحبة بأطيب اشكال البرغر والبطاطا المقلية والمشروب الغازي بشكل يضعف امامه الفرد ويقبل عليها خاصة ، اذا صوحبت بعرض ترويجي من اسعار مخفضة لمحبين هذه اللعبة ومتابعين هذا المنتخب اوذاك النجم ، ولم يتوقف الامر هنا بل يشوب الرياضه اليوم مايقوم فيه المشاهير من اللاعبين من رسومات الوشم على اجسامهم وخاصة مايعيه الانسان من مخاطر الوشم الصحية وماتسببه من امراض خطيرة ،وللاعبين كرة القدم اصبحت اجسامهم لوحة من الاوشام والاستعراض وماتعكس هذه الظاهرة على المتابع الصغير بحبه في تقليد هذه النجم وعدم معرفته بمدى مضار الوشم الخطيرة جدا..
فمن هذا المنطلق الرياضة اليوم تفقد افكارها الصحية الاساسية ، وعلى القائمين عليها في العالم مطالبين بردع هذه الظواهر، ويجب عليهم القيام بعمل قانون صارم لهذه الامور التي افقدت الرياضة معناها العميق ، برتوش تراكمت واصبحت ظواهر مخيفة .
عندما تحافظ هذه الالعاب الرياضية العالمية على النشء الصغير في مختلف انحاء العالم بعيد عن تحريم وتحليل بعيد عن سجود وتثلث واعتراض البعض على هذه الظواهر ، من الاجدر الاعتراض على الوجبات السريعة والغازية والكحولية الراعية ومن الافضل الاعتراض على ظاهرة وموضة الوشم المتفشية في الملاعب العالمية وموضة تطويل الشعر وربطه بشكل انثوي ، على الاتحادات الرياضية العالمية الصحية الالتفاف الى امور سوف يظهر اثرها الكبير على الجيل القادم من الصغار لان الرياضة شكل صحي لكل ما تقوم فيه والجميع يتبعه ..
في نهاية المباراة و شرب الماء البارد الصحي في مباراة ممتعة تم توزيع كوبونات لجميع المتواجدين لأخذ وجبة مجانية من مطعم الوجبات السريعة الراعي الرسمي لهذا الاحتفال الخيري ، كان السؤال هل الرياضة اليوم صحية كما كانت ام تلوثت بفعل الاختلال الحراري للارض وتحول التفكير الرياضي الى تجاري ام من حق الرياضة ان يتم عولمتها واضافة اليها جميع المنكهات الصناعية...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق