الثقة نصف المجتمع


نبض المواطن القطري في صراع مستمر في حياته بين النشاط والحركة والمثابرة في الحياة،لايكل ولايمل ينطلق في حب هذا البلد، يريد أن يجعلها من أفضل الدول، بعضهم يحالفه الحظ والبعض الآخر لايزال يبحث، وآخرون أصابهم اليأس، هؤلاء هم نوعية الناس في هذا البلد المتفائل والمتشائم وصاحب المزاج الذي يتعود على السلبي والإيجابي..
لكن عندما ننصدم في الجانب الصحي في البلاد جميعنا يقف وقفة المرتاب الخائف الذي يؤمن بمبدأ (الداخل مفقود والخارج مولود) الصحة لدينا تعاني الأمرين من التخبطات الصحية والاخطاء القاتلة والتشخيصات التي تصنف بحسب أهواء بعض الاطباء، قد تعاني من صداع وتصنف بمرض خطير وقد تأتي بحالة يرثى لها من الإغماء ويقال لك لاتعاني من شيء ياعزيزي اذهب إلى البيت(بلا دلع)..
الأمان الصحي والثقة بهذا المجال لايرتقيان إلى الدرجات المأمولة في قلوب المواطنين،الكثير منا يوصي أبناءه لو حدث لي أي شيء لاترسلوني إلى الصحة بل اتركوني في البيت مع الأدوية البدائية أفضل بكثير، نحن لسنا بحاجة إلى استعراض صحي في الجرائد من كلام لايمت للواقع بصلة، المواطن لايثق في هذا المجال، قلوبنا يشوبها الخوف والارتباك من ذكر هذا الاسم..
نحن لسنا بحاجة إلى ذهاب الصحة لدينا إلى معرض في دولة خليجية حيث يكون الجناح الصحي القطري أكبر جناح، خاصة وجميعنا يعلم أنها حكومية يعني ليست بهذا الاستعراض الصحي الخطير يفيد الجودة الصحية القطرية ويجعلنا ننافس مستشفيات أمريكا وتايلند، كما أن المال العام أهدر على هذا المعرض الذي يجعل الآخرين يرون الرعاية الطبية والاجهزة الحديثة المتطورة من القرون القادمة التي لم نصل إليها ، لو تم وضع هذه الأموال في تكبير مستشفى حمد الذي أصبح له عقود وهو كما هو في كل دواعيسه وممراته التي حفظها كل قاطني قطر..
لو تم توظيف هذه الأموال بتكبيره واستقدام أفضل الأطباء الذين يحملون مسؤولية الطب ويعلمون ماذا يعني الطب لعلاج أرواح الناس وليس الطب إسما يطلق على فلان وعلان والأمانة الملقاة على عاتقهم التي سيسألون عنها يوم القيامة ،يوم لاينفع اسم ولا لقب، بل كل من يأتي بعمله الصالح، ماذا يحدث من أخطاء ومصائب باسم (الإهمال)...
المواطنون والمقيمون في قطر يمنون النفس بأن تكون الخدمات الصحية صادقة تنمي الثقة في قلوبهم، ولاتكون هذه الثقة بشهادات لاتعني لهم أي شيء فقط في سجلات المستشفى وحوائطها تعلق انها انجاز في حقكم، لكن الانجاز الاهم والاميز هو شهادة الناس التي تتبعها دعوة صادقة من القلب بإنقاذ أب أو علاج أم أو شفاء طفل أو التخفيف عن أخ..
لاأريد أن أتحدث أكثر في هذا الموضوع لأنه ربما يتحرك الحس والضمير وتحدث المعجزة بتحسن الضمائر والاهتمام وقتل (الإهمال)..

ليست هناك تعليقات: