قلمهم وقلمنا


الفرق بين قلم وقلم.. قلم المسؤول بتوقيع صغير نهاية الورقة يصبح القرار معمولا به وينفذ من قبل الهيئة أو الوزارة ويطبق الأمر والمرسوم سواء كان قانونا أو ترقية أو مؤتمرا أو ندوة أو علاوة أو.. أو.. أو.. أو مهرجان غنائي أو ثقافي أو رياضي أو فضائي أو ديناصوري فقط توقيع من قلمه الموقر تصبح الكلمات واقعا ملموسا ويطبق سواء كان موضوعا تم نقاشه ويستحق تطبيقه علي أرض الواقع أو رغبة دفينة لدي المسؤول بتطبيقها حتي لو كان إهدارا للمال العام، توقيعه وهو حر فيه يتم تنفيذه.. ولكن القلم الآخر وهو قلم الكاتب بكافة المقالات في الصحف نكتب ونقول وننادي ونطلب ولا فائدة ولا مجيب، فقط نكتب دون توقيع مسؤول في النهاية لتطبيقه في الواقع تكون مختومة بأسامي كتاب مواطنين من مختلف البلدان العربية، وينظر لنا إننا إعلام ناقد يبحث عن الفضيلة المفقودة، لأن لا يوجد لدينا القلم المسؤول المختص بالتوقيع وتحقيق الأقوال الي أفعال، فهي أقوال وستظل حبرا علي ورق لا يعيرونها أي اهتمام بالوطن العربي، فقط يمسك الجريدة وتكون علي مكتبه يومياً وفي بيته كذلك ليقال عنه المسؤول المثقف الذي يهتم بالرأي العام وقلم الرأي العام الذي أصبح قلماً يهتم به ويعتقدون أن الأقلام وجدت لهدمهم وليس لإصلاح وضع البلد وهم الأهم والمراد.
وهذه المقدمة الخفيفة اللطيفة (اللهم اجعل كلامنا خفيفاً عليهم)، الدول المجاورة لديها المهرجانات بكافة الأشكال والأنواع، من مهرجانات الصيف المدهشة المستقطبة للجميع والآن مهرجان التسوق والقرية العالمية والسحوبات الخيالية حلم الجميع، فمهرجان التسوق المقصود به جميع المجمعات والمحلات والمطاعم والفنادق وكل ما يتضافر ليكون سياحة واقتصاد البلد بعمل عروض لهذا المهرجان ليكون قاطباً بشكل صحيح ومستمراً علي مدار أعوام ولا يكون المهرجان كما هو حاصل لدينا صحيفة تجتمع مع كم محل ويكونون مهرجانا مصغرا خاصا بهم، أين المسؤولون عن السياحة؟ ما زالوا في سباتهم العميق وعجلت السياحة بحاجة الي روح شبابية خلاقة تبث فيها الروح ومحتاجين الي أقلامهم المسؤولة بتوقيعهم الذهبي لبث الروح في أفكار تجمدت في خيال الشعب القطري، نريد مهرجانا حقيقيا للتسوق سنويا تكون به الخصومات حقيقية، ليس ما هو حاصل اليوم الخصومات أصبحت حلما والحاصل الرفع دون رادع أو عقل.. في الدول المجاورة والغلاء الذي بها، يوجد مهرجانات ثابتة سنوية ناجحة تستقطب الجميع من الدول الخليجية والعربية والعالمية، ليس ما يحدث لدينا من مهرجانات ندفع بها للمغنين والراقصين والفرق الموسيقية وتراث بلادنا يذهب للخارج، والسياحة الداخلية نائمة في سبات عميق عميق عميق جداً ولا أعتقد أنهم سيستيقظون منه في يوم من الأيام. (اليأس في قلب المواطن القطري) نريد مهرجان يدير عجلة الاقتصاد الداخلي، يحرك المياه الراكدة، وهذا لن يتحقق إلا بمهرجانات مدروسة يكون فيها الخصومات والعروض هي السائدة، وليس بسحب سيارة وموبايل ولاب توب، بل الموضوع أكبر وأعمق وأشمل يا أهل الخير... والفرق بين قلمنا وقلمهم نحن نكتب ونكتب دون تنفيذ، ولكن هم عليهم التوقيع فقط والتنفيذ من بعده يكون أمرا وينفذ.
توقيع قلمي:
تذوقت أنواع الشراب فلم يسغ
بحلقي أشهي من حلال المكاسب
ونمت علي ريش النعام فلم أجد
فراشاً وثيراً مثل اتمام واجبي
(الشاعر القروي)

ليست هناك تعليقات: