خريج بلا مستقبل



المستقبل هو النظره الطبيعيه لكل شيء نقوم به اليوم بشكل روتيني طبيعي، نقوم بادخال الطفل ليتعلم القراءه والكتابه ويكون مستقبله واعد ومشرق بانسان متعلم واعي،نهتم بصحتنا وكل مايتعلق بالامور النفسيه والبدنية لنحافظ على مستقبل صحتنا من العلل والسقم،فكل شيء نقوم به اليوم دافع لحياتنا ومستقبلنا الذي يقوم كل شخص ببنائه بكل مالديه من استطاعه وامكانيات ماديه ومعنويه وظروف مواتيه لتأمين المستقبل والحياه وهي طبيعه الحياة الانسانيه النظره للمستقبل بكل النظريات والفلسفات المستقبليه،وان وجد شخص يقول لك لايهمه المستقبل وان يقوم بكل شيء ليومه،فلا تصدقه فهو يفكر بالمستقبل بكل الاشكال والاصعده لان هذا هو الوضع الطبيعي.
فالمستقبل اليوم بالنسبه للطالب الجامعي مجهول،تجد طالب في مقتبل العمر يدرس تخصص محبب اليه او تخصص وجد نفسه به بشكل من الاشكال ويدرسه بسنوات الدراسه ثم يجد نفسه بمكان ليس له صله بدراسته ولكن بالاخير وظيفه تأتيه بدخل يستره هو واسرته،فالامر اليوم اصبح شهاده جامعيه والسلام توضع في الملف، خريج بكالوريوس او دراسات عليه وهذا الانسان غير منتج غير مفيد فقط وجد لسد حاجته المعيشيه والماديه وهو لايفيد المؤسسه ولا الدوله ولكن هكذا جرت العاده لدينا،واغلب موظفين الدوله لايوجد لديهم طموح للتميز واشراقه مستقبلهم الوظيفي وطموحهم الامر اصبح روتين، أتخرج ثم يجب ان أتوظف وبعد انتظار سنوات تاتي الوظيفه المنتظره يوميآ بكأس الشاي وعلبة البسكويت والصحيفه ثم باقي يوم العمل على جهاز الكمبيوتر نضيع الوقت الى ساعة الصفر،فهؤلاء يطلق عليهم (البطاله المقنعه)وبالعاميه (كمالة عدد)والغلط ليس منهم بل من كثير من الامور التي تجعلهم لايستطيعون رسم مستقبلهم الحياتي جميع الخطط لاتصلح للتنفيذ وغير متاحه وبخطته المستقبليه مليون تحويله ليصل الى (شهاده جامعيه) ليستطيع وضعها في ملفه الوظيفي،فالجامعه ترفع المعدل وتتيح تخصصات اجباريه قد لاتتناسب مع ميوله ورغباته التي يتجاهلوها القائمون على التعليم واعتمادهم على ارقام ومعدلات لاتمثل شيء بالحقيقه بل تعارض رغبة كل شخص وتحبط رغبته بهذا التخصص او ذاك، كم من طالب عشق الطب ودخل التربية وكم من طالب احب الفن ودخل الهندسة وكم من طالب ثانويه احب الصحافه وسكن البيت مجبرآ ومكرهآ لان الحظ لم يحالفه برقم كبير او مصاريف منعت تحقيق حلمه بدخوله الجامعه.
وكم من شخص صادفناه في حياتنا خريج طب اي طبيب دكتور وتجده صاحب مطعم او محل سوبر ماركت،والكثير من الشباب الخريجي تحولوا الى التجاره برأس مال صغير من مغسله او محل موبايلات لعدم وجود مكان يستطيعون الدراسه به،فالمستقبل مبهم والمساعدات غير متوفره وكل شخص يعتمد على نفسه او سيكون عاله على المجتمع..
المستقبل بالعالم العربي لايساعد الطالب على رسم مستقبله بشكل مشرق بل بتحويلات وتفرعات وطرق منعرجه وملتويه ومنتهيه تجعل المستقبل هم وغم لايستطيع تصوره اوتخيله،الكثير من الطلبه واولياء الاموريعتقدون المستقبل بدورات الكمبيوتر واللغة الانجليزيه وبعد اخذ شهادة الدوره يقدمون على احدى الوظائف في المؤسسات التي تتبنى (البطاله المقنعة) لسد حاجات بسيطه منها الاستقبال والارشفه والطباعه ،وباعتقادهم بهذه الدورات أمن مستقبله،وهؤلاء وجدوا وسيله لتأمين مستقبلهم ،ولكن المشكله الحقيقيه ليست منهم بل من اساليب تحرم الكثيرين من رسم مستقبلهم ،والسبب لايوجد مكان جامعي لمستواهم المادي والتعليمي فهذه هي الخطه المستقبليه المرسومه والمتاحه بزمن التعقيد الدراسي،اصبح مستقبل التعليم لمن لديه القدرات والمقومات التعليميه من معدل برقم مرتفع او حالته الماديه مريحه ليستطيع الدفع داخل الدوله او خارجها.
تحدثت كثيرآ عن مستقبل الطالب قبل الجامعه فالامر محزن واليوم مستقبل الطالب الجامعي بعد التخرج محزن كذلك،ويجب ان نهتم بالميول والرغبات حتى تكون مخرجات الجامعات مفيده للبلد،ويجب ان نضع الخريج المناسب في المكان المناسب بعيد عن واسطه عمي وخالي ولد الجيران،ولا نجعل مستقبل الموظف بيد الوافدين الاجانب الذين يفضلون مصلحتهم ولا يكلفون نفسهم تعليم الموظف القطري بشكل صحيح فيكون مطراش ويخلص الامور الصغيره ولا يجعله قادره على مسك زمام الامور والوظيفه بشكل الصحيح،اليوم البطاله لم تعد فقط بمن هم في البيوت ولكن (البطاله المقنعه)مخيفه وهم من يتواجدون في المكاتب والمؤسسات وهم بالحقيقه لايفقهون شيء بالوظيفه فقط معاش اخر الشهر،والعيب ليس منهم ولكن من المسؤولين عنهم لايريدون لهم الافاده الحقيقيه ولكن يريدون ان يكونوا شيء لايذكر ولايفيدون البلد..
وقطر تستحق منا ان نرسم مستقبلها بسواعد ابنائها وبناتها،وهم من يفيدون البلد بالمستقبل ولايكون مستقبلنا باقلام مستورده وعقول مستوطنه وقلوب تهمها مصالح نفسها..

ليست هناك تعليقات: