بوكس في بوكس


الافراح عنوان الحياة هي التي تجسد في قلب الانسان الذكريات الجميله والخالده في العقول سواء ذكرى خاصه بذكرى زواج اوميلاد او مولود جديد او نجاح او تخرج او ترقيه،او ذكرى عامه تجوب الوطن والاماكن من المناسبات الدينية اوالمحلية،فمن خلالها يشعر الانسان بأنتماء وسعاده لايستطيع وصفها بالكثير من الاحيان ويعجز الشاعر بتصويرها ويعجز الرسام بتشكيلها بلوحه فنية،وتبقى الذكريات عالقة في شريط مصور بكل اللحظات والدقائق والتفاصيل والاجواء المرحه لا يستطيع نسيانها او تجاهلها بل يبقى المشهد الفرح دائمآ في أولويات كل شخص، فالانسان دائمآ يحاول ان ينقل التجربة الجميلة والصوره الفرحه الى ابنائه والاجيال القادمه..
في السابق مع اجواء العيد السعيد (الفطر والاضحى) تزدان شوارع الدوحه بالخيم وبيوت الشعر ولوحات تشير الى عرضة كل( قبيلة) التي تكون بها اجمل الاهازيج الوطنية والفرحه اضافه الى فن العرض والرزيف والفنون الرجاليه الاخرى التي تنمي لدى الابناء حب الرجوله العادات الحميده والتكاتف القبلي والتواجد والتعلم الامور الاصيله من أهل القبيلة،ولكن اليوم نفتقد لهذا المكان الجمالي الذي يثير النظر اليه بتواجده ايام العيد في العقود السابقة والاسباب مجهوله قد يكون لعدم وجود الوقت او ديناميكية الحياة التي جعلت الجميع يجعلون العيد للسلام السريع وارسال المسجات وانتهى العيد والجميع يكبر الوساده وينام،يوجد امور أفتقدناها لرتم الحياة السريع الذي فقد الهوية التي ننقلها من جيل الى آخر،الاباء بالسابق نقلوها الى اباء اليوم وهم المكلفين بأيصالها الى أبناء اليوم أباء المستقبل ولا نطمس هويتنا وطابعنا العربي الخليجي، أباء اليوم أبناء الامس يتفاخرون بتعليم أبنه خريج المدرسه (لوفرانسية) ويدخل جامعة (لو انجلية)ويتحدث (لو فرانكوارابوا)ويجيد دخول ستار بوكس وفيس بوك وتكون حياته بوكس في بوكس،وتكون المواكبه للعصر بصور خاصه لصفحة (فلكر)بقايا كيك عيد الميلاد العشرين و بداية خيط قميصه الوردي ومقود سيارتة الكرستالي وسيف جد ابو امه الفسفوري من زنجبار، ولا ننسى ثوبة الجديد للعيد بقطعه (بربري)كاروهات آخر أصدار من مصانع سويسرا ليكشخ بها في العيد ويشتري أحدث موبايل لزوم الرزيف بالعيد والصورالخاصه بالفلكر ويجب ان تكون مقومات الصوره نوط ب 500 ولو كان في عمله ورقية قطريه ب2000ريال كان افضل ولكن هذا المتوفر صوره بأوراق زرقاء فئة 500 ريال قطري وفوقهم الموبايل الجديد رقم واحد في اصداره من المصنع..
فلو طلب أباء اليوم أبناء الامس من أبنائهم القيام صباح العيد والذهاب للاشراف على ذبح الاضحية تجد وجه انقلب بكل الوان الطيف من الخوف وقال (لا بابا انا اخاف من الدم) بس مايخاف ياكل لحم الخروف بعد ماينطبخ (هذه الرقه بهذا الجيل التيك اوي) واذا طلب منه أن يأخذ السيف ويقوم( بالرزيف )مع الرجال كان الجواب (بابا السيف ثقيل)انا اعرف ارقص ماكرينا وسلوا وسالسا بس (هذا دانس مال قطر مااعرف).
اللوم هنا ليس على الجيل القادم ولكن على الاباء الذين تهاونوا بالتربيه وانجرفوا وراء تيار التطور والمستورد وكل ماهو اجنبي مميز وجميل وله نكهه خاصه وكل ما هو محلي ووطني لايستحق ايصاله الى الابناء ،هم من جنوا على ابنائهم واوصلوهم الى هذا الطريق ،شاب بالعشرين لايعرف يتكلم كلام رجال وبنت بعمر الزهر لا تتحدث كما امها وخالتها وعمتها ولكن تفاخروا بنطقهم اللغة الغربية وتجاهلوا لغتهم الام..
فلو ابنك شاهد الخيمه وشاهد اللوحه المكتوب عليها القبيله الفلانيه وشاهده الفنون التراثية الشعبيه العريقه وشاهده كلام وتصرفات الرجال لكان حال ابنائكم كما هو حالكم جيل اخذ العزه والمراجل ولم يغفل عن التطور،ولكن الابناء يعانون هويه اجنبية وعقول خارج نطاق التغطيه المحلية..
وكل عام وانتم بخير بمناسبة السنة الميلادية 2009 وهل تعلم تقويمنا العربي دخل سنة جديدة فكل عام وسنتنا المهجوره بخير..وجعل أيامك خير وبهجه..
نلقاكم الاسبوع القادم..

هناك تعليق واحد:

إيما يقول...

صادقة في كلماتك والأباء هم من جنو على أولادهم ويقولوا أجيال خربانة
طيب مين السبب
مين اللي وضع لكل طفل مربية وخادمة وفضائيات ماجنة مو الأب والأم
الفضائيات لها دور كبير أيضاً وأحيانا يكون مفسد أكثر مما هو مصلح
الأب دائماً مشغول الأبناء مع السائق في خرجاتهم ودخلاتهم يعني مين حيغرس القيم والعادات في الأطفال
الفضائيات والسواقين والخادمات
يعني مش حد مسؤول إلا الاباء
مدونة رائعة استاذة منيرة