السيد مميز




سبحان الله ولله في خلقه شؤون اليوم عندما نقرأ في الكثير من المجلات والصحف العربية عن الفقر والمجاعات وهذه الأم باعت ابنها بسبب صعوبات الحياة وعدم المقدرة علي توفير حياة كريمة لهم، وأخري بإخراج الابن من المدرسة للعمل ... وغيرها الكثير من المشكلات والمآسي التي تغص بها الدول العربية والخليجية كذلك، التي بالفعل يحزن الانسان لها.
وللأسف عندما نقرأ أخبارا في الجرائد عن شراء لوحة سيارة بالملايين لأنه الرقم احادي او ثنائي او شراء رقم موبايل مميز فهل يعقل وضع مبلغ بهذه الضخامة في جماد لا يحرك ساكنا ولن يحس سواء كان الذي دفعته مليون او ريال فماذا إذن عن أم تبيع ابناءها بسبب قلة المال وهي انسانة من لحم ودم وإحساس ومشاعر .. فالانسان في زمن لا تهمه إلا المظاهر سويت وفعلت ورحت وجيت، الانسان يستمتع في حياته ولكن في حدود المعقول والمنطق وفي ما لا يغضب الله عز وجل، ولكن الذي يحدث شيء لا يصدق.
وسنصل ليوم الانسان يبيع اسمه اذا كان مميزا وموسيقيا ويبيع رقم الجواز والبطاقة الشخصية اذا كان مميزا والأرقام فيه متسلسلة وسهلة الحفظ، وفي امتحانات الثانوية العامة في المستقبل القريب سيكون النجاح والتفوق للرقم المميز فمثلآ الذي يأتي بنسبة 55.5% يكون الأول وبإمكانه دخول كلية الطب والذي تكون نسبته 98.4% تكون مقبوله ويلتحق بالجامعات ذات النسب المتدنية ربما؟؟؟؟؟؟؟؟ مع نهج التطور في جميع الميادين والعولمة والسياسات المستحدثة في حقول التعليم المتطورة فقط.
وصاحب رقم السيارة المميز أو رقم الموبايل المميز له خدمة خاصة وسريعة جدا وأصحاب الأرقام غير المميزة ينطر الدور أو راجعنا بكرة أو اللي بعده ولا لا تيجي كلش يكون أحسن .
في السابق كان الانسان مميزا بحفظ القرآن الكريم أو مميزا بالتفوق في الدراسة او مميزا بلعب الكرة او مميزا بأخلاقه الصالحة اما اليوم أصبح التميز بأن يكون لديك رقم سيارة مميز أو رقم موبايل مميز او سيارة مميزة أو صوت مميز للاشتراك في برامج المواهب التي أصبحت بكل القنوات.
عندك ملايين ستكون مميزا، ما عندك يفتح الله.
الدهر يومان، فيوم لك ويوم عليك، فإذا كان لك فلا (تبطر)، وإذا كان عليك فاصبر .
(الإمام علي).
عندما لا ندري ما هي الحياة، كيف يمكننا ان نعرف ما هو الموت .
(كونفوشيوس).


نشر عام

2004

ليست هناك تعليقات: